الجمعة، 4 أبريل 2014

ستيفن كينج





مؤلفات ستيفن كينج هنا


ستيفن كينج (بالإنجليزية: Stephen King) ولد 21 سبتمبر 1947 كاتب ومؤلف أمريكي ومعيار من معايير أدب الرعب عرف برواياته التي تندرج ضمن آداب الرعب. وهو حائز على ميدالية مؤسسة الكتاب القومية لإسهاماته البارزة في الأدب الأمريكي، تم بيع أكثر من 350 مليون نسخه من كتبه حول العالم.
ولد (ستيفن إدوين كينج) في مدينة (مين Maine) في الواحد والعشرين من سبتمبر لعام 1947، لكل من (دونالد) و(نيللي كينج). وعاش (ستيفن) بدون أب في صغر سنة. عندما ذهب أبوة بعذر انه سوف يشتري علبة سجائر ومن ثم هرب ليترك الأم بتربية (ستيفن واخوة الأكبر في التبنى) ولتبدأ رحلة انتقاله مع والدته عبر الولايات المتحدة، حتى انتهى به الأمر في مدينة (مين) حيث أخذت الأم تعمل كطاهية في مؤسسة لذوي الاحتياجات الخاصة، بينما تفرغ (ستيفن) للدراسة ولهوايته الأثيرة.. القراءة.. التحق (ستيفن) بمدرسة (Lisbon Falls) وتخرج منها ليلتحق بجامعة (مين)، ويذكر عنه أنه كان طالبًا نشيطًا في تلك الفترة، إذ انضم لإتحاد الطلاب، وأخذ يكتب سلسلة مقالات أسبوعية في مجلة الكلية تحت اسم (بوصلة مين Maine Campus) هاجم فيها الحرب ضد فيتنام، رافضًا أن تدخل أمريكا حربًا لا حق لها فيها كما كان يقول، ووواصل نشاطه هذا حتى تخرج من الجامعة عام 1970، ليتحول من طالب إلى مدرس في الجامعة، وقد حصل على بعض التغيرات منها ارتفاع ضغط الدم وضعف البصر وثقب في طبلتي الأذن !! لكن الجامعة لم تترك له كل هذه الأمراض فحسب، بل تعرف فيها على ازوجته تابثا التي أخذ يعمل من أجلها طوال فترة دراسته في محل للملابس، وأخذ يبيع بعض القصص القصيرة للمجلات، حتى تمكن من الزواج منها في 1971 ثم بدأ في نشر كتبه ورواياته التي لاقت شهرة كبيرة بين أوساط عشاق الرعب.
أول قصة قصيرة باعها (ستيفن كينج) كانت (الأرض الزجاجية The Glass Floor) وباعها لمجلة (Startling Mystery Stories) وكان ذلك في عام 1967، لكن أول رواية كتبها كانت (كاري Carrie) والتي تتحدث عن فتاة غريبة الأطوار تمتك قدرة تحريك الأجسام عن بعد، وكان يكتب هذه الرواية كوسيلة لقتل وقت الفراغ لديه، لكنه حين عرضها على دار نشر (Doubleday) في ربيع 1973، قامت الدار بنشرها على الفور، وأمام آراء النقاد المنبهرة بهذه الرواية، عرض عليه مدير تحرير الدار (بيل تومبسون) ترك مهنته في الجامعة كمدرس، وأن يتفرغ للكتابة تمامًا.. لكن الصعوبات بدأت في مطارد (ستيفن) إذ اضطر للانتقال بعائلته إلى جنوب (مين) بعد أن أصيبت والدته بالسرطان، وظلّ يراعاها طيلة النهار، بينما كان يقضي الليل في غرفة صغيرة في جراج المنزل، يكتب في روايته الثانية التي أسماها (العودة الثانية) قبل أن يقرر تغيير اسمها إلى (حشد سالم Salem's Lot) وفيها يحكي عن قرية من مصاصي الدماء يقوم بزيارتها رجل وطفله الوحيد.. و حين انتهت الرواية توفيت والدته عن عمر يناهز التاسعة والخمسين، فعاد (ستيفن كينج) ينتقل بعائلته، وعاد لتفرغه التام للكتابة، لينتهي في في أوائل 1975 من روايتي (الصمود The Stand) و(منطقة الموت Dead Zone)، وكانت روايته (كاري) قد نشرت لتحقق نجاحًا مذهلاً، أكدّ له وللناشر أن قرار تركه للجامعة وتفرغه للكتابة كان قرارًا حكيمًا بلا شك. و الواقع أن حمى الكتابة انتابت (ستيفن كينج)، فأخذ رواياته تتلاحق بغزارة غير مسبوقة – لاحظ أننا نتحدث عن روايات من القطع الكبير ولا يقل عدد صفحات الرواية عن السبعمائة صفحة إلا نادراً – فكتب رواية (البريق The Shining) والتي تتحدث عن كاتب مجنون يقضي الشتاء مع عائلته في فندق مهجور، ثم رواية (كريستين Christine) التي تتحدث عن سيارة مسكونة، ثم بدأ في جمع قصصه القصيرة لينشرها في مجموعات قصصية من أشهرها (وردية الليل Night Shift) ثم (أربع دقائق بعد منتصف الليل Four Past Midnight)، ومع النجاح المتواصل، قرر المخرج الشهير (برايان دي بالما) تحويل رواية (كاري) إلى فيلم سينمائي، قامت ببطولته (سيسي سباسيك) و(جون ترافولتا)، فحظى الفيلم بنجاح مذهل خاصة مع أداء (سيسي سباسيك) العبقري للفتاة المضطربة ذات القدرات الخارقة، حتى أنها رشحت لجائزة الأوسكار عن دورها في هذا الفيلم. و هكذا دخل (ستيفن كينج) عالم السينما من أوسع أبوابه، فمع توالي رواياته، توالت افلامه، فقام المخرج العبقري (ستانلي كوبريك) عام 1980 بتحويل روايته (البريق) إلى فيلم كابوسي مخيف، قام ببطولته (جاك نيكلسون) – لم يعجب الفيلم ستيفن كينج فقام بإعادة إخراج الفيلم 1997 في صورة حلقات تلفزيونية قام بجمعها فيما بعد – ثم قام المخرج (جون كاربنتر) الذي اشتهر بسلسلة أفلام (هالويين) بتحويل رواية (كريستين) إلى فيلم عام 1983 وحصل به على جائزة أوسكار أفضل مؤثرات بصرية.. من رأى منكم الفيلم ورأى المشهد الذي تقوم في السيارة بإصلاح ذاتها، سيعرف أن هذا المشهد يستحق الجائزة. و هكذا أصبح (ستيفن كينج) علامة مميزة للرعب سواء على مستوى الروايات أو الأفلام، حتى أن النقاد أخذوا يلقبونه (ملك الرعب) وبدأت الملايين تنهال على (ستيفن) فبنى قصره الخاص في مدينته الأثيرة (مين) – غالبًا ما تدور أحداث رواياته في هذه المدينة – وأخذ يكتب بلا توقف، ثم قرر استغلال وقته، فتعلم الإخراج، ليقوم هو أيضًا بتحويل قصصه إلى أفلام، لكنها لم تكن بجود كتابته، فتفرغ لإخراج الحلقات التلفزيونية. ثم وفي عام 1994 قام المخرج (فرانك دارابونت) بتحويل قصته القصيرة (Rita Hayworth and Shawshank Redemption) والتي نشرها (ستيفن) في مجموعته القصصية (الفصول المختلفة Different Seasons) إلى واحد من أشهر الأفلام في تاريخ السينما على الإطلاق تحت اسم (وداعًا شاوشانك Shawshank Redemption) وكانت هذه نقلة تاريخية في حياة (ستيفن كينج) فهذا الفيلم لم يكن له أي علاقة بالرعب، لكنه كان يعكس قدرة (ستيفن) وتمكنه كأديب من طراز خاص.. وهكذا نال احترام الجميع، حتى ممن لا يؤمنون بالرعب كأدب. و عن هذا الفيلم نذكر حادثة طريفة، رواها ستيفن كينج في مقدمة مجموعته القصصية (Everything Eventual) إذ كان يقف ذات مرة في السوبرماركت يثرثر مع سيدة لم تكن تعرفه، وحين ذكر لها اسمه، امتعضت وقالت (أنا لا أحب قصص الرعب، أرى أنها سخيفة)، فسألها (ستيفن) مبتسمًا (و مالذي تفضلينه إذن ؟!)، فأجابت السيدة (الأفلام الاجتماعية.. وداعًا شاوشانك مثلاً.. هل رأيته ؟!)، وهنا اتسعت ابتسامة (ستيفن) أكثر وهو يجيب (لم اره فحسب.. بل كتبت قصته كذلك) !! و مع النجاح تتوالى الملايين، وقد ذكر (ستيفن كينج) نفسه أن رصيده يزداد بمقدار عشرة ملايين دولار أسبوعيًا، من أرباح إعادة طبع رواياته.. الرجل باع أكثر من 300 مليون نسخة حتى الآن، وتترجم رواياته بأكثر من خمس وثلاثين لغة، أي أنه لم يتحول إلى كاتب، بل إلى ظاهرة تستأهل الدراسة. لاحظ أن أدب الرعب يصنف على أنه (أدب مسلي Pop Art) وهذا في الغرب، بينما نحن العرب، لا نتعامل معه إلا على إنه أدب أطفال، لكن هذا الرجل – وبأدب الأطفال !! – ارتقى بأدب الرعب ليقف به إلى جوار كبار الكتاب، بروايات تجاوزت الاثنان وأربعون رواية، وعدد لا ينتهي من القصص القصيرة والمجموعات القصصية، والسيناريوهات التلفزيونية. و لكن الرياح تأتي بما لا تتشتهي السفن، فهناك ذلك الحادث الذي غيّر الكثير في حياة هذا الرجل.. فالذي حدث هو..

في عام 1999 تعرض ستيفن كينغ لحادث سيارة مما أدى لتلقيه مهشم العظام، غارقًا في دماءه على قارعة الطريق وتم نقله إلى المستشفى، وهناك تلقى العلاج اللازم لكنه خرج منها بكسور صعبة الالتئام وبضعف شديد في العصب البصري، يهدده بالعمى في أية لحظة. العجيب أنه لم يقضي وقته في المستشفى للراحة فحسب، بل كتب هناك روايته القصيرة (The Plant) ونشرها اليكترونيًا على أحد المواقع، على أن تكون قابلة للتحميل مقابل دولار واحد.. يقال أن ارباح هذه الرواية فحسب كانت كافية ليشتري المستشفى التي يعالج فيها !! لكنه لم يشتري المستشفى، بل اشترى الشاحنة التي صدمته وأحرقها في احتفال مهيب طلبًا للراحة النفسية ! و كأنما يخاف من العمى ازداد حماسه للكتابة، حتى أنه انتهى مؤخرًا من سباعيته التي تحمل اسم (برج الظلام Dark Tower) وموقعه على الإنترنت يعلن أن هناك روايات ومجموعات قصصية له ستطرح وحتى عام 2007. و صحيح أنه نال عشرات الجوائز حتى الآن من الجمعيات النقدية على مستوى العالم، لكن أهم جائزة كانت ميدالية الاستحقاق التي قدمتها له جمعية الكتاب الوطنية، لإسهامه الذي لن ينسى للأدب، وكان ذلك عام 2003، وبهذه الجائزة توّج (ستيفن كينج) كواحد من أهم وأشهر كتاب القرن العشرين على الإطلاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق